إنهـ الحب..
حمداً لك اللهم وصلاة وسلاماً على الرحمة المسداة والنعمة المزجاه وعلى أله وصحبه ومن والاه.
وبعد...
لن نقول "كانت الحياة قبل البعثة ظلاماً دامساً":
إذ لا يجهل ذلك أحد.
ولن نقول"كان الظلم،ولم يكن غيره":
إذ لا أحد يشك في ذلك وهل نحن بحاجة إلى أن نبرهن على قاعدة الحياة هناك"الحق للقوه..........والقوه فقط".
وكلنا حق لنا جميعاً أن نصيح في وجه الدنيا ونقول"مع البعثة ولدت الحياة،وارتوى الناس بعد حياة القحط والظمأ".
لما أطل محمد زكت الرُبى
واخضر في البستان كل هشيم
فإليك أيها القارئ الكريم طرفاً من زينة الدنيا،وروائع الحياة،مما نقله التاريخ،وسطرته انامل الزمان،من فرائد الأقوال،ومحاسن الأفعال وعجائب حب الأتباع للقائد صلى الله عليه وسلم.
اكتفي بها عن غيرها على عجل وخجل،تصاغراً أمام أولئك الأكابر،وتقزماً في إثر تلك القمم.
سئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قال:
كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا،ومن الماء البارد على الظمأ.
ولما أخرج أهل مكه الصحابي الجليل زيد بن الدًثِنًة رضي الله عنه خارج الحرم ليقتلوه،وقد كان أسيراً عندهم.
وقالوا له:
ننشدك بالله يا زيد. أتحب أن محمداً الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك.
فقال:
والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه وتصيبه شوكة تؤذيه وأني جالس في أهلي.
ولما أشيع مقتل النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة أحد.
خرجت إمراة من الأنصار متحزمة فاستُقُبِلت بمقتل أبيها وأخيها وزوجها وابنها وهي تعرض وتقول:
ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون:
أمامك،حتى دفعت إليه.
فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله،لا أبالي إذ سلمت من عطب.
وهاهو داية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول:
وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه ما كنت أطيق أن أملا عيني منه إجلالاً له.
ولو سئلت ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه.